كشفت دورية "Current Biology" فى دراسة حديثة منشورة فى شهر نوفمبر الحالى، عن أن الأحلام التى يراها الإنسان خلال النوم تساعده على محو ونسيان بل والتغلب على الخبرات العاطفية السيئة والذكريات المؤلمة التى ألمت به خلال حياته، وذلك من خلال دراسة أجريت على 35 شابا، وقياس مدى نشاط أمخاخهم باستخدام أشعة الرنين المغناطيسى خلال النوم.
وأشارت الدراسة التى أجراها باحثون من جامعة بيركلى بولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى أن المخ خلال إحدى مراحل النوم والتى تعرف بمرحلة الأحلام أو مرحلة حركة العين السريعة Rapid eye movement يقوم بإيقاف العمليات الحيوية الخاصة بالتوتر والضغوطات، ويقوم بإعادة هيكلة الخبرات العاطفية والوجدانية السابقة التى ألمت بالشخص، ويحاول محو أو التخفيف من حدة تلك الذكريات السيئة.
وقد تقدم تلك النتائج تفسيرًا مقنعًا للصعوبة الكبيرة التى يجدها المحاربون القدماء للتعافى والتخلص من الذكريات المؤلمة السابقة التى مروا بها، وكذلك تضع تفسيرًا منطقيًا لتكرار تلك الكوابيس التى يعانون منها لفترة طويلة، ودورها فى التخفيف من تلك الذكريات الصعبة، بالإضافة إلى أن تلك النتائج تضع تفسيرًا مقنعًا للتساؤل القديم.. لماذا نحلم؟.
ويؤكد دكتور ماثيو ووكر-أستاذ مساعد علم النفس والأعصاب بجامعة بيركلي، وأحد القائمين على الدراسة- على أن الأحلام تعتمد على كيمياء خاصة وفريدة من نوعها، تقوم بإمداد الإنسان بنوع من أنواع العلاج الليلى، وكأنها بلسم مرطب يخفف من حدة العواطف النفسية السيئة التى يمر بها الإنسان فى أيام حياته.
الكاتب: إسلام إبراهيم
المصدر: موقع اليوم السابع